بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى الدوحة
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وعادى محبيه بقول عداتِه
وصدَّق ما يعتاده من تَوَهمِ وأصبح في ليل من الشكِّ مظلمِ
الناس من خوف الذل في ذل.(الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)
لو كان الاستبداد رجلا، وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وإبني الفقر، وإبنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة( عبد الرحمن الكواكبي)
جماهير الشعب السوداني تتذوق شتى أنواع الظلم ، فهم بين مظلوم في ماله ، مظلوم فى عيشه و مظلوم فى وظيفته ،ومظلوم في حياته ، ومظلوم في حريته ، ومظلوم في حقوقه الأدبية والشخصية ، كل منهم جثم عليه من الظلم ، نوع أو أكثر خلال 23 عاما من هذا الحكم الذي أنتظرنا من قادته إنقاذا وإنصافا وعدلا وحرية وكرامة أجتماعية ،فالمواطن السوداني أصبح دائم ال
في ظالمه ، زاهداً في إنجاز أي شيء سوى الانتصاف لنفسه إن استطاع ، مشلول ال
والإرادة إلا عن التقلب على جمر الغيظ وحب الانتقام، لكن قلة من الشباب رفضوا الخنوع والإنكسار ونفضوا عن أنفسهم غبار الكسل والخوف، فخرجوا ربما بطريقة عفوية أو بدفع بعض قادة الأحزاب التى تناهض الحكومة، وكان طبيعيا أن يخرجو تعبيرا عن غضبهم وأحساسهم بظلم وقع عليهم ،وعلي مواطنيهم جراء سياسات إقتصادية جائرة ،لكن الذي لم يكن طبيعيا هو هذا الإفراط فى إستخدام القوة فى مواجهتهم لإعادتهم الى بيوت أمهاتهم ،نحن من حيث المبدأ ضد أن يحمل الغضب شبابنا الى تعطيل الإنتاج، أو حركة السير أو الإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة،بأي شكل من الأشكال ،بل ضد أن يجبروا الاخرين فى أن يخرجوا معهم ،مناهضين لتلك القرارات المتعسفة ،لكننا فى ذات الوقت لم نشهد أنهم أساءوا الى مقتضيات خروجهم ، للتعبير عما يجيش بصدورهم ،وكانت الشرطة التى تحسب كل صيحة على الحكام لأنها ببساطة لم تتعود الا على القمع بالهروات والبمبان (الغاز المسيل للدموع)ونخشي أن يكون هتاف الشباب إن استمرت تلك المظاهرات المحدودة (يا بوليس ماهيتك كم؟) ليشعروا إخوانهم رجال الشرطة، أنهم حينما يخرجون مغاضبين أنما يدافعون عن كل فئات الشعب، والشرطة فصيل مهم من الشعب وينبغي أن يكون فى خدمته ،لا فى قهره وإزلاله،فى تقديري أن الأمور فى السودان لم تخرج عن نطاق السيطرة ،ولا أحسب شخصيا أننا نقترب من ربيع عربي حاسم هناك لجملة من المعطيات نحاول أن نلخصها فى مقالنا هذا:
أولا: من الواضح أن المعارضة السودانية، بشخوص قادتها وبتمزق وضعف بنيان أحزابها ، ليست فى وضع يجعلها بديلا مقبولا لهذا النظام المستبد، مهما بدت سوءاته ،دون أن يعني ذلك إرتضاء من جموع الشعب لما يحدث من ترد لمناحي الحياة كلها فى السودان.فهذه الأحزاب قلوبها شتى منها من يبحث عن تعويضات مالية ومنها ما يلهث خلف مشاركة شكلية فى السلطة ومنها من لم يعقد حتى مؤتمرا واحدا منها سنوات تفوق سنوات الإنقاذ ومنها أحزاب الشخص الواحد ومنها ومنها ،فالطبيعي فى حال كهذه أن يتعملق المؤتمر الوطني وتتقزم هذه الأحزاب المعارضة التى تارة تحدثنا عن المعارضة المسلحة وتارة أخري عن النضال السلمي ،أحزاب ليس لها حتى دور حزبية ولا وسائل إعلام بل بعضعها لا يستطيع حتى أصدار مطوية واحدة .ومع ذلك تنتظر هذه الأحزاب الهرمة والبائسة بؤس حال السودان فى عهد الإنقاذ ليضحي قلة من الشباب ويحملون قادتها الى سدة السلطة.
ثانيا: يبدو جليا أن الاحزاب الكبري (الأمة بمسمياته المختلفة والإتحادي الأصل المشارك فى الحكومة والأخري المتوالية و التيارات المعارضة منه والشيوعي والشعبي والبعثي كلها ليست على قلب رجل واحد كما أشرنا انفا لتخيف المؤتمر الوطني، الذي يتحداها بالتصريحات تارة ،وبالإجراءات القمعية تارة ،وبالسخرية فى معظم الأحيان،فالحزبين الكبيرين على سبيل المثال الأمة والإتحادي (قدم فى الحكومة وأخري فى المعارضة )بينما الشباب الذين خرجوا الى الشارع يريدون من رموز المعارضة (المهدي، الترابي، والميرغني،الخ أن يكونوا فى قلب الشارع الذي يتمني الشباب الثائر كما نظن، أو المغرر به والمدفوع والشاذ كما تري قيادة الدولة ،التهابة سريعا.( إن العالم يموج بالأقوياء، ومَن لا يكون قوياً بفكره واستقلاله فإنه يعيش على الهامش، كما تعيش بعض القوارض ، وستظل الدنيا محكومة بالأقوى فكراً وإنتاجاً وتحضراً ، ولن يكون فيه مكان للكسالى المتواكلين ، ولن يجدوا "خبزاً مبلولاً) ولا سكناً جاهزاً ولا قبراً جاهزاً، ولا سلطة جاهزة تنادي عليهم أن هلموا ،وفى السودان يظل المؤتمر الوطني هو الأقوي، شئنا أم أبينا ، كونه يجبر كل إمكانات الدولة، لصالح مشروع هلامي غير واضح المعالم ،مشروع بإسم السلام قطع جزء عزيزا من الوطن ،وقدمه لإخواننا فى الجنوب،ولم يكون ثمن هذا الإقتطاع سلاما دائما كما وعودنا،وهاهي الحكومة ووفدها المفاوض فى الجنوب يبحثون عن تدابير أمنية تبحث أولا من أجل أيقاف حرب جلبتها أتفاقية نيفاشا ،قبل غيرها من الملفات ،وعودنا بالشريعة الإسلامية ولم نرى منها شيئا ،وعدونا بكرامة إنسانية ولم ،ر منهم الإ إذلالا،وعدونا بالكثير ولم نر حتى القليل ومع ذلك نقول سيكون لديهم متسع من الوقت لاذلالنا وكسر إرادتنا
لقد عنون ابن خلدون فصلاً مهماً من مقدمته بالقول : (الظلم مؤذِن بخراب العمران) ولأمر ما اختار كلمة (مؤذن) حتى يجعلك لا تغتر إذا رأيت قصراً منيفاً يتربع فيه ظالم بين الأضواء والرياش ، أو سلطة يتحكم بها متجبر عاتٍ يأمر فيُطاع ، فها هو ذا الظلم ينعق في جنباتها ، مؤذناً بدك بنيانها من القواعد .وأستغرب من أحاديث وتصريحات بعض صغار السياسيين المنتمين للمؤتمر الوطني، والذين يطلق الإعلام على أحدهم تجاوزا عبارة ( قيادي فى المؤتمر الوطني) حينما يقولون أننا أتينا لحكم الشعب بانتخابات ديمقراطية قبل عامين وشهرين، ولا نقبل بالذهاب بأصوات ضعيفة تصدر من شباب موتور فى الشارع ، بل بصناديق الإقتراع ،سبحان الله هؤلاء يعلموننا أصول وقواعد الديمقراطية متي وكيف نمارسها! وبالتالي فهم يرفضون إنتخابات مبكرة تكنس أثارهم من الوجود ،لذا على الأحزاب والشباب الغاضب أن ينتظر عامين اخرين حتى يعيدوا المؤتمر الوطني الى نصر مبين وكاسح فى انتخابات حرة نزيهة يشهد بها العالم كله هكذا يقولون فماذا أنتم قائلون ؟
ثالثا:السواد الإعظم من الشعب السوداني مستاءمن الإجراءات الأقتصادية الأخيرة التى مسته بشكل مباشر فى قوت يومه ،وتعليم أبناءه وفى علاجهم وفى كسوتهم ، لكن هذا السواد الذي صبر وصابر على شظف العيش لا يثق فى أن البديل الذي ينتظره إثر هبة شعبية تشبه هبة أكتوبر 1964 أو إنفاضة أبريل 1985 هو بديل أفضل من الإنقاذ بمختلف نسخها،لكن اليأس الذي يمكن أن يتولد لدي هذا السواد قد يجعله ينتفض لإزالة هذا النظام (علي وعلي أعدائي). أنه من المتفق عليه بين العلماء (أن الإمام ( لا أقصد الإمام الصادق المهدي لأنه مثلنا محتار فى أفاعيل أهل الإنقاذ وأكتفى بشرف دخول أبناءه ضمن جوقة النظام وصار يوزع تصريحاته البالونية يمنة ويسرة ) أن الإمام ما دام قائماً بواجباته الملقاة على عاتقه، مالكاً القدرة على الاستمرار في تدبير شئون رعيته عادلاً بينهم، فإن له على الرعية حق السمع والطاعة ، لكن هل ترى أن إمامنا البشير وقائدنا الذي بعض الشباب الثائر بأنهم شذاذ أفاق ومخربون،له علينا حق السمع والطاعة ،هل علينا أن نحتفظ ببيعتنا له ؟هل يقوم هذا القائد بتدبير أمور معاشنا وتعليمنا وصحتنا وعلاقاتنا الخارجية وسلامنا الإجتماعي كما ينبغي؟ هل جنبنا ويلات الحروب ، هل جنب أقتصادنا العثرات ؟ هل حافظ على حدودنا شرقا وجنوبا وشمالا وغربا ؟ هل جعلنا نستفيد من حقوقنا الطبيعية فى المنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية ؟هل ساوى بيننا كسودانيين فى الوظائف والحقوق كلها ؟ أم أم سخرها للأمناء والأقوياء من شيعته وأنصاره ؟الإجابة بالطبع لا،وقد أعجبني تذكير زميلنا الأستاذ طلحه جبريل فى رسالة وجهها للرئيس البشير بفقرة فى خطابه غداه انقلابه يوم الجمعة الموافق30/6/1989،ليقارن بين وعده ذاك وما ال اليه حال الأمة اليوم،قبل أن يدعوه للتنحى ،حيث قال البشير فى بيانه بالنص: ( تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطن الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو إرتفاع أسعارها مما جعل الكثير من ابناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة، وقد أدى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وإنهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود. وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام). ونحن نقول لسعادة المشير البشير رئيس الجمهورية ما أشبه الليلة بالبارحة يا فخامة الرئيس ،فقد تدهور إقتصاد البلاد ،وتكاد المجاعة تنشر فى كل أرجاء البلاد إنتشار النار فى الهشيم،انهارت الخدمات الصحية والتعليمية ، جامعات البلاد البائسة تشكو حالها اليكم، وأنتم تفاخرون العالم بثورة متوهمة فى هذا القطاع الحيوي والهام ،وتمنحون نجمة الإنقاذ لرجل أطلقها دون وعي وتدبير فتردي تعليمنا الجامعي بشكل مخجل، وأصبحت شهادات جامعاتنا لا يعترف بها فى محيطنا العربي القريب، ناهيك عن أوربا وألغرب عموما ، القادرون ينفقون على تعليم أبناءهم فى الخارج وربما فى جامعات خاصة تقدم مستوى أفضل بقليل ، فكيف يكون حال غير القادرين؟ فى تعليم ابناءهم ،العبرة سيدي الرئيس ليس بكم الجامعات لكن بنوعيتها وجودتها ،ومطابقة مخرجات ما تقدمه هذه الجامعات بنظيراتها ومثيلاتها العالمية، لقد قلت فى بيانك الأول وأنت تعدنا بالإنقاذ مما كنا فيه أنكم كنتم تطمحون بأن تكون بلادنا سلة غذاء العالم ،لكن أتراك سيدي الرئيس أوفيت بما عاهدتنا عليه؟حال الزراعة فى البلد لا تسر عدوا ولا صديقا ،تزداد أراضينا بورا وبلقعا وتصحرا وجدبابل تصحرها صار يشبه تصحر صلعة وزير زراعتك الفهلوي د/ المتعافي الذي لم نر منه سوى تصريحات ،ما قتلت حشرة قطن أو نخيل يصارع الموت فى الشمالية،فهل تعدنا بعد ذلك بأن نكون سلة غذاء لأنفسنا ناهيك عن العالم؟كيف نطعم جوعي العالم وخزينتنا خاوية؟ بل كيف نطعم جوعانا وأراضينا معظمها أصبحت صفراء اللون فى عهدكم الميمون ؟،لم يحدث ذلك من قلة موارد، فقد كان البترول قبل إنفصال الجنوب يتدفق، لكن الزراعة لم تكن أولوية ، كان النيلان الأبيض والأزرق وما يزالان يتدفقان بالخصب والنماء ،دون أن نستفيد منهما،لم تكن لنا إرادة تترجم الشعارات الجوفاء للمتعافي ومن سبقوه ، الى واقع عملي ملموس ،بعتم أراضينا فى الشمالية للأحزاب المصرية ،رغم علمكم أنها لن تستثمرها لصالحنا، حرمتم مزارعينا هناك من أستثمارها بعدم توفيركم مدخلات الإنتاج الزراعي، عاما بعد اخر ،حتى هجرنا قرارنا وأستوطنا مدن السودان والمنافي فى الخليج وأروبا وأمريكا،بحثا عن لقمة عيش كريم ، ظننتم فخامة الرئيس أن بضع دريهمات تستقطعونها من رواتبكم ورواتب معاونيكم الكثر، يمكنها أن تحل مشاكل بلد محاصر ومفروض عليه حصار إقتصادي وعربي ودولي بفعل سياسات عقيمة اتبعتموها منذ بيانكم الأول .فى هذا العهد الميمون أصبح الفساد هو السمة المميزة للسودان ،ومن المخجل أن يعترف بعض قادة (حزبكم العملاق) كما تقولون:بأنهم أدخلوا الناس الى المساجد لعبادة رب العباد ودخلوا هم الى الأسواق لعبادة رب الأسواق، هناك خلل كبير سعادة المشير فى منهج الحكم ،كيف تدعو الناس الى المساجد وتمارسون الصلاة فى الأسواق ، التى هي أبغض الأماكن الى الله، ربما لأنها أحب الى نفوهم من المساجد ،نعم سعادة المشير تهاونتم فى ضبط ايقاع الحياة، فلا تلومون الا أنفسكم إن انفرط عقد نظامكم هذا،فى المدى القريب بفعل مظاهرات محدودة يصفها قادة حزبكم بأنها بائسة ،والنار سيدي الرئيس من مستصغر الشرر،والنار إذا أشتعلت لا تقول لي بقلبي بطفيها ،كما يحلو لكم الرقص على أنغام هذه الأهزوجة.
رابعا:نجاح ربيع عربي فى الوقت الراهن فى السودان مستبعد، ليس فقط لاختلال ميزان القوة بين شباب أعزل محدود العدد يتظاهر بشكل راتب هنا وهناك،وبين قوات شرطية أعطيت الضوء الأخضر، لقمع كل المظاهرات، ولكن أيضا لإنشغال الإعلام الدولي والعربي بحريق اخر يشعله طغاة فى بلاد الشام ،وسط تقاعس دولي تقوده روسيا والصين فى مناصرة الشعب السوري،بالوقوف مع جلاديه وقتلته.لكن بمجرد نجاح الثورة هناك فسوف يصوب الإعلام الدولي كل الياته ومعداته وكاميراته صوب الشارع السوداني، فهل سوف يتحسب حزبكم العملاق ونظامكم القهري لهذه المهلة ويجترح إجراءات وتدابير تخفف من غلواء وغضب الشارع السوداني؟قد يصبر الشعب لأشهر معدودات ولكنه لن يصبر مدي الدهر .هذه سنة التغيير .
من أقوال الإمام الشافعي:
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول انت جميع امرك(الى أحزاب المعارضة مع التحية)
ما طار طير وارتفع ... الا كما طار وقع (الى قادة المؤتمر الوطني مع دعوتهم للرفق بشعبهم)
نعيب زماننا والعيب فينا ...وما لزماننا عيب سوانا( الى الشعب السوداني الأبي مع خالص المواساة )
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت اظنها لا تفرج(الى فقراء السودان مع رجاء المزيد من الصبر)
وقال الإمام الشافعي ايضا :
اذا رمت ان تحيا سليما من الردى ... ودينك موفور وعرضك صن
فلا ينطق منك اللسان بسؤة ...فكلك سؤات وللناس ألسن
وعيناك ان ابدت اليك معائبا ... فدعها وقل ياعين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ... ودافع ولكن بالتي هي أحسن
وقال ايضا :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ...والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ...وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ... وليس يكسف الا الشمس والقمر
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرمــا
*مخاوف :
سأل رجل الامام الحسن البصريرحمه الله تعالى فقال
يا أبا سعيد انا نصاحب أقواما يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تتقطع
فقال له الحسن : لأن تصاحب اقواما يخوفونك حتى تدرك امنا،خير لك من أن تصاحب
اقواما يؤمنونك حتى تدرك المخاوف