بن لادن مع البنات
بقلم/ سليم عثمان شهد
كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر
تم إغتيال بن لادن فى باكستان، لا بن لادن حي يرزق فى كهوف جبال أفغانستان،بن لادن قاوم الجنود الامريكيين حتى اخر طلقة، لا بن لادن لم يكن مسلحا وكان مستسلما لقدره،بن لادن عاش فى البيت الذي قتل فيه لمدة خمسة اعوام كامله، لم يغادره لبرهه، لا بن لادن وصل الى البيت منذ نحو شهرين، بل منذ عشرة أيام فقط، المخابرات الباكستانية كانت تعلم بوجوده فى ابوت اباد قرب إسلام، ومكان سكنه كان ثكنة عسكرية بالقرب من اكاديمية عسكرية ،وسكن لضباط الجيش الباكستاني،لا المخابرات الباكستانية لم تكن تعلم بوجود الرجل الا بعد إغتياله، على يد جنود نخبة من( المارينز) جثة بن لادن القيت فى عرض بحر العرب،بعد تكفينه والصلاة عليه والدعاء له على الطريقة الاسلامية، حسب التفسير الامريكي،لا الامريكان يحتفظون بالجثة عندهم وسوف يظهرونها يوما ما، لا الرئيس اوباما منع نشر صور الجثة فى وسائل الاعلام ،بن لادن مات شهيدا ، لا بن لادن مات إرهابيا ومجرما ،كم من الاخبار والمعلومات المتناقضة والمتضاربة ضختها وسائل الاعلام عن الرجل الاسطورة أسامة بن لادن، وأصبح الكل يطلق عليه من الألقاب ما يشاء فمن قائل أنه شهيد الى قائل:انه بطل وأسد ومخلص ومجاهد الخ أوصاف المدح، الى قائل: انه إرهابي ومجرم وقاتل وجبان ومخادع الخ النعوت،تضيع الحقيقة بل هناك من يعمل على تشويه سمعة الرجل وتلطيخ سيرته بعد مماته ، فمن هو اسامة بن لادن هذا الذى شغل الناس ولا يزال؟وقبل أن نعيد تصفح دفاتر حياة الرجل دعوني اسوق اليكم هذا الخبر:
أعادت المغنية الأميركية بيونسيه ،إطلاق أغنية وطنية شهيرة ، بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أن تعود الأرباح التي تحققها إلى الأعمال الخيرية
وقد أطلقت بيونسيه أغنية "ليبارك الله الولايات المتحدة" التي ألفها المغني لي غرينوود عام 1984، في حلقة من برنامج "بيرس مورغان " على شبكة "سي أن أن" يوم الخميس الماضي
وقد اتفقت بيونسيه وغرينوود وشركة "كولومبيا ريكوردز" على تقديم أرباح الأغنية إلى صندوق أرامل وأطفال ورجال شرطة نيويورك.
وقالت بيونسيه إنها قررت إطلاق الأغنية لأنها (تأثرت بالأحداث الأخيرة وجراح عائلات ضحايا اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي أعيد فتحها).
وأضافت (لا يمكنني ال
بأمر أكثر ملاءمة لمساعدة هذه العائلات، فبعد 10 سنوات، لا يزال الأمر صعباً على كل الأميركيين ،وعلى الأخص الذين فقدوا أحباء لهم).لكن المغنية الامريكية الشهيرة لم تفكر يوما فى تنظيم حفل غنائي لصالح الارامل الايتام الذين قتل الجيش الامريكي اباؤهم واخوانهم واخواتهم وامهاتهم بدم بارد فى العراق وافغانستان ،فى اطار حملة مجنونة وحرب شعواء تسمي زورا وبهتانا (الحرب على الارهاب )وهى ببساطة حرب على الاسلام والمسلمين بل والعرب والعروبة أيضا.
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قد أعلن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعملية أميركية في منطقة ابوت اباد قرب إسلام أباد يوم الأحد قبل الماضي، بعد مطاردة وملاحقة للرجل لمدة عقد كامل من الزمن ،كلفت الخزينة الامريكية أكثر من 300 مليار دولار أمريكي،وفى اطار ذات الملاحقة قامت امريكا بغزو العراق وتدميره وقتل وتشريد أكثر من مليوني مواطن،كما قامت بغزو إفغانستان إنتقاما من 19 شابا مسلما قاموا باحداث ما بات يعرف ب11 سبتمبر 2011م لذلك من الطبيعي أن يعبر الأمريكيون ساسة وحكام وفنانون وعامة الشعب عن فرحهم وسرورهم بمقتل عدوهم الأولبن لادن ) بل ويعتبرون خليفته عدوهم الأول أيضا وشاهدت شخصيا لقطة معبره للرئيس الامريكي اوباما ووزير خارجيته هيلاري كلنتون وبعض كبار مساعديه يتابعون اللحظات العصيبة لاغتيال جنودهم لرجل مسن مريض أعزل لا حول له ولا قوة أمام زوجاته وأبناءه، وكان بإمكانهم القبض عليه ومحاكمته فى أى مكان وزمان يحددونه،لكن أمريكا التى تتشدق بحقوق الإنسان ليس غريبا عليها أن تعدم رجل أسير بل وتعجز عن عرض صوره بعد القتل، لماذا؟ ببساطة لأن جنودها الرعاع السذج البلاطجة العلوج كما كان يسميهم الصحاف وزير إعلام النظام العراقي وقت غزوهم لبلده، هؤلاء العلوج لم يتم تثقيفهم بكيفية التعامل مع الأسري ،ويزيد عجب المرء وحسرته أيضا حين يعلم أن رئيس أمريكا أوباما هو من أصدر إليهم الأوامربقتله، وليس جلبه الى أمريكا ميتا، حتى يكسب فترة رئاسية جديدة مدتها اربعة أعوام وحتى يرفع من رصيد شعبيته المتدنية لدى الشعب الامريكي ، يقولون والعهدة على الرواة أن الجنود القتلة بعد أن أمسكوا به حيا وبعد عشرة دقائق بالتمام والكمال أمطروه بوابل من الرصاص ومزقوا جسده النحيل إربأ إربا.كما قالت إبنه لبن لادن تبلغ من العمر اثني عشر عاما شاهدت جنود المارينز يقتلون والدها امام ناظريها يا للرحمة الامريكية.
ماذا عن الرجل الذى دوخ أكبر دولة فى العالم ومخابراتها لعقد كامل من الزمان؟ فى ويكيبيديا نقرأ التالي عن سيرته:
ولد أسامة بن محمد بن عوض بن لادن في الرياض في السعودية لأب ثري وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء، وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت. درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام ،1979 ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن وتحمّل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشّركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك الأول ثروة لأبنائه تقدّر بـ 900 مليون دولار.
مكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفييتي لأفغانستان في سنة1979. وفي سنة 1984، أسّس ابن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي "للمجاهدين الأفغان" (وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد). ودعمتهما (المنظمة والمعسكر) كلّ من الولايات المتحدة، باكستان، السعودية ومصر وعدد من الدول التي رأت في الغزو السوفييتي خطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر
وفي 1988، بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من "مركز الخدمات" من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت فيما بعد رمزًا لتنظيم المسلحين. بانسحاب القوّات السوفييتيّة من أفغانستان، وُصف ابن لادن "بالبطل" من قبل السعودية ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم ابن لادن التواجد الأمريكي في السعودية إبّان الغزو العراقي للكويت سنة 1990، بل وهاجم النظام السعودي لسماحه بتواجد القوات الأمريكية التي وصفها ابن لادن "بالمادية" و"الفاسدة" وأدى تلاشي الدعم السعودي إلى خروج ابن لادن إلى السودان ( فى السودان شرع بن لادن فى تنفيذ بعض المشاريع كإقامة الطرق وغيرها فى بدايات ثورة الانقاذ الوطني بقيادة الرئيس عمر البشير ورغم ان بن لادن رجل سلفي الا انه وجد مشتركات مع حكام السودان الجدد من الاسلاميين بقيادة الدكتور حسن الترابي الذى وصفه بالشهيد وبالرجل غير الفقيه وللرجل محبة خاصة عند السودانيين الذين اقاموا على روحه صلاة الغائب وزار الرجل السودان لاول مرة بعد سيول وفيضانات عام 1988 فى مهمة اغاثية ولا يعرف على وجه القطع هل ترك الرجل السودان بمحض ارداته ام طرد ؟) ونجح بن لادن في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة، وأفريقيا، وأوروبا. وبعدها غادر ابن لادن السودان في سنة 1996، متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تسيّر أُمور أفغانستان والمسيطرة على الوضع هناك. ومنها أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنة 1998، تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى "قتل الأمريكان وحلفاءهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام". وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى ابن لادن والقاعدة. وأثنى أسامة على منفذي العمليات. وفي ديسمبر 2001، تمكّنت القوات الأمريكية من الحصول على شريط فيديو يصوّر ابن لادن مع جمعٍ من مؤّيديه يتحدّث في الشريط عن دهشته من كميّة الخراب والقتلى التي حلّت بالبرج وأن الحصيلة لم تكن بالحسبان بل فاقت توقّعاته، وتم استخدام هذا الشريط كأحد الأدلة العلنية على أن لابن لادن علماً مسبقًا بالحدث وتفاصيله، بينما تبقى بعض الأدلة غير معلن عنها لدواعي الأمن القومي والحرب على الإرهاب ،وفى اليوم الثاني من شهر مايو الجاري أعلن الرئيس الامريكي أوباما فى خطاب تلفزيوني قصير عن تمكن الجيش الامريكي من اغتيال بن لادن .
إذن حسب الرواية الامريكية مات بن لادن ،ونحن نصدق ذلك بحسبان أن:الموت هو مصير كل حي وقد قال الشاعر:
كل إن أنثي وإن طالت سلامته يوما على اله حدباء محمول .
فلو لم تقتل قوات النخبة الامريكية من (المارينز )الرجل لمات فى فراشه لكن كانت مشيئة الله أن يقتل بالطريقة التى قتل بها، والتى لا يعلمها الاهو. حتى لا يذل ولا يهان،ولا يطيع الامريكان ويسلم رقبته اليهم ليعبثوا بها، وهو الذى أذل الامريكان وقهرهم وأرعبهم وقض مضاجعهم
وفى مقام كهذا نحن كمسلمين ندعو الله أن يتقبل الرجل فى زمرة الشهداء،ونترحم عليه، فقد كان الرجل فيما نعلم يجاهد من أجل اعلاء كلمة الله، وتحرير القدس ويعمل من أجل عزة المسلمين ونصرتهم، وربما فى سبيل تحقيق هدفه المنشود خانته أفكاره وتصوراته، لكننا لا نشك مطلقا أن الرجل ركل نعيم العيش، الذى كان يمكن أن يعيش فيه يقولون أنه ورث عن والده إبتداء أكثر من 300 مليون دولار،واثر الرجل حياة المطاردة والملاحقة ،ومن وحي سيرته تلك وموته نقف وقفات عجلي ونسجل بعض الملاحظات :
لايستطيع المرء أن يصدق بحال من الأحوال أن المخابرات الباكستانية لم تكن تعلم بوجود الرجل على بعد 80 كليومترا من عاصمة البلاد، لمدة خمسة أعوام، بل لا يخالج المرء شك فى أنها أوقعت بالرجل حتى تتخلص منه امريكا بتلك الطريقة البشعة، وقتلة من قبل الامريكان بدم بارد دون محاكمة عادلة يؤكد ازدواج المعايير الاخلاقية الامريكية،والمعلومات التى يتم تصديرها من قبل الاشخاص الذين كانوا مع بن لادن لحظة اغتياله لا يمكن الوثوق بها ،ببساطة لأن المخابرات الباكستانية تقوم بفلترتها وتصديرها ،بن لادن اتفقنا مع فكره أم إختلفنا معه ،أسميناه اسد الله أم جبانا ،يظل اسطوره قد تلهم أجيال المسلمين ردحا من الزمان،ولن تستطيع أمريكا او غيرها محاربة فكرهم بالقوة وحدها، انتقد البعض كاتبة كويتية لمجرد أنها تمنت أن يتزوجها بن لادن؟شخصيا لا ارى أية غضاضة فى أن تتمني أى أمرأة أو فتاة أن يتزوجها الرجل الأشهر فى العالم،حتى تكون فى زمرة المقولة التى تقول :(وراء كل رجل عظيم إمرأة وليس ضل راجل وليس ضل حيطة) نعم تزوج بن لادن مثني وثلاث ورباع وليس ذلك عيبا ذلك أن ديننا الحنيف لم يمنع التعدد فرجل مثل بن لادن تعرض للتضييق فى بلده ومن الدنيا كلها يحق له ان يتزوج بأكثر من واحدة حتى تعينه على نوائب الدهر وما كانت أكثرها بالنسة له ، ثم إن رسولنا الكريم أمرنا فى حديث صحيح بقوله :تكاثروا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة إذن المرأة فى حياة بن لادن كانت الام والاخت والزوجة والابنة ، فطبيعى جدا ان تتمني بنات المسلمين والعرب الاقتران بما يرون انهم ابطالا مثل صدام حسين وبن لادن وغيرهما ،و بعض الجهات التى تحاول تشويه صورة الرجل تقوم بنشر صور لبن لادن مع فتيات فى سني شبابه حينما سافر الى امريكا بهدف اظهاره بإنه كان زيرا للنساء ،والمعلوم من سيرة الرجل أيضا أنه كان خلوقا ومتأدبا بأخلاق الاسلام ،وإن شاب فكره ومنهجه الجهادي شئ من الانحراف وسوء التقدير،ولذلك لا ينبغي أن نعمل على تلطيخ سمعة الرجل، بعد مماته لأننا مامورون بذكر محاسن موتانا.والله وحده هو المطلع على سريرته ووحده من يجعله شهيدا أو إرهابيا ،لكن هل باغتياله تخرج الجيوش الامريكية من ديار المسلمين؟ وهل باغتياله ينتهى الارهاب فى عالمنا؟شخصيا لا أظن ذلك لأن سنة التدافع سوف تستمر