منتديات الزورات الحبيبة
اهلاً بك اخي الزائر في منتداك وفي انتظار تسجيلك
منتديات الزورات الحبيبة
اهلاً بك اخي الزائر في منتداك وفي انتظار تسجيلك
منتديات الزورات الحبيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نسمة الشمال
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
   سيرين آقمي....سيرين آقمي ...سيرين آقمي..
تنوية : نرجو من الاعضاء الدخول الي الملف الشخصي واكمال بياناتهم ووضع صورة شخصية ..... الادارة
 تنوية : في حالة فقدان  كلمة السر عليك ان تكتب اسمك بالمنتدي واضغط نسيت كلمة السر تصلك كلمة سر جديدة علي الاميل ...... الادارة
الاعضاء والزوار الكرام حللتم اهلا ونزلتم سهلا
أسعدنا تسجيلكم وانضمامكم لنا ونأمل ان تنشروا لنا كل مالديكم من إبداعات ومشاركات جديدة
 


 

 البطل عبدالقادر ود حبوبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عصام الدنقلاوي
نائب المدير العام
نائب المدير العام
عصام الدنقلاوي


عدد المساهمات : 330
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
مكان العمل : موظف بمدينة جياد الصناعية

البطل عبدالقادر ود حبوبة Empty
مُساهمةموضوع: البطل عبدالقادر ود حبوبة   البطل عبدالقادر ود حبوبة I_icon_minitimeالجمعة 12 أكتوبر - 23:05

مولده

اسمه عبد القادر محمد إمام حبوب أو حبوبه ويرجع بعض الثقاة سبب هذه التسمية إلى انه كانت توجد بعائلة محمد إمام امرأة متقدمة في السن اسمها حبوبه قد تكون والدته ومن هنا صارت لفظة حبوبة أو حبوب لقباً تعرف به الأسرة, ومن هنا جاءت تسميته بعبد القادر محمد إمام حبوبه أو حبوب أما اسمه الحقيقي فهو عبد القادر محمد إمام إدريس أما والدته فاسمها التاية عبدالسلام . لم أجد من المصادر أو المراجع التي رجعت إليها تحديداً قاطعاً للتاريخ الذي ولد فيه عبدالقادر ود حبوبه ولكني أقدر بالاستنتاج والتقريب أنه ولد خلال العقد الرابع من القرن التاسع عشر .شب عبدالقادر في كنف أب جليل القدر والنسب ومن ناحية والدته فهو من بيت معروف بالفروسية والقوة فأثرت هذه العوامل في تكوين شخصيته وتقويتها فشب قوياً عزيز النفس وعرف منذ طفولته الباكره بالنشاط الجم والحزم وتفتح الذهن وقوة البدن وعرف عنه عندما كبر أنه كان فارع الطول ضخماً قوى البنية وممتلء الجسم مهاباً وكان حسن الخط كما حدث عنه عارفوه وقارئ ممتاز لمنشورات المهدية وحافظ لراتب الإمام المهدي وكان يحفظ كل القرآن الكريم إلا أن معاصريه يقولون إنه لم يمكث مدة طويلة مع شيخه وأستاذه الشريف أحمد ود طه وكان عبدالقادر يعمل بالزراعة وعرف منذ صغره بالإيثار وكراهية الطمع وكان زاهداً في حطام هذه الدنيا الفانيه
جهاده في الثورة المهدية

وقد تعرف ود حبوبة بالمهدي بقرية طيبة الشيخ القرشي فيما كان المهدي يبنى قبةً لأستاذه الشيخ القرشي ود الزين إجلالاً وإعزازا له فكان عبدالقادر من بناة هذه القبة وقد تعرف في تلك الفترة بالمهدي عن كثب قبل أن يعلن المهدي ثورته . وعندما قامت الثورة المهدية كان عبدالقادر من أوائل مؤيديها وقد اتصل بالمهدي وبايعه على الجهاد والوقوف معه بصلابة وقد حضر عبد القادر جميع معارك الثورة المهدية ( عدا كرري ) وحارب فيها بضراوة وجسارة وقوة ورجولة وقد حارب عبدالقادر مع الشريف أحمد طه في ثلاث معارك وخاصة في معركته الشهيره التى وقعت بينهم وبين المستعمرين بالقرب من قرية فداسي بالجزيرة ويقال أن عبد القادر شهد خمساً وعشرين معركة دون أن يصاب بخدش في أي معركة من هذه المعارك والاشتباكات حتى فتحت الخرطوم وانتصرت الثورة المهدية وقد سعى عبدالقادر ود حبوبه لنشر مبادئ المهدية بقصائده ومدائحه التىألفها وجاب بها المناطق المختلفة لا تكسباً ولكن توطيداً لدعائم الثورة والعمل على تثبيتها في النفوس . ولعبد القادر مدائح نبوية كثيرة ومن القصائد التى وجهها للذين نكصوا عن عهودهم مع الثورة المهدية هذه الأبيات يا اهل العهد المعهود تنكروا الخال الفي الحدود من قبلوا جدو النبي العظيم محسود يا اخواني بعد العهود والمواثيق نحود نرتد نجحد جحود سكة صحبو الجنود وكان عبد القادر من كبار مستشاري الإمام المهدي المقربين ومن بعد وفاته ظل مخلصاً للخليفة عبدالله وقد خرج مع حمدان أبي عنجه الذي أرسله الخليفة على رأس جيش لملاقاة الأحباش وقد أبلى بلاءاً حسناً في هذه المعركة وحارب فيها بضراوة وجسارة حتى رجع لامدرمان ومما يجدر ذكره أن الخليفة كان متزوجاً إحدى كريمات عبد القادر. وعندما بعث الخليفة الأمير عبدالرحمن النجومي على رأس جيش لمصر كان عبدالقادر من كبار الأمراء فيه وقد أسر بمصر واستطاع التخلص من الأسر بعد فترة هو وشقيقاه عبدالباقي وحسين اللذان رافقاه في الذهاب لمصر ضمن حملة ود النجومي بمساعدة تاجر اسمه بطروس كانت تربطه صلة قوية وصداقة متينه بوالده محمد إمام ود حبوبه إما والدتهم التي رافقتهم في هذه الحملة فقد استشهدت بمصر وعندما قامت معركة كرري الفاصلة لم يكن لعبدالقادر شرف الاشتراك فيها ويرجع الكثيرون ذلك لأسباب صحية وبعد كرري رجع عبدالقادر لمنطقة الحلاوين بعد أن عاصر كل فترة الثورة المهدية وكان مجلس عبدالقادر دائما حافلا بالجلساء يتآنسون في أمورهم الدينية والدنيوية ويتلون كتاب الله ويقرأون راتب الإمام المهدي . وكان عبدالقادر ونفر من أصحابه يجوبون المناطق المختلفة ليسمعوا الناس قصائدهم ومدائحهم النبوية وكانوا يفعلون ذلك بلا مقابل لوجه الله راجين من ذلك تاجيج الثورة في النفوس ليهب الناس ثائرين في وجه المغتصبين فكان عبد القادر الثائر الأول في تلك المنطقه وكان يجاهر بعدائه للمستعمرين وقد اتسعت شعبية عبدالقادر وكثر مؤيدوه وتابعوه وصار مهاباً يخشى بأسه مما جعل الحكومة تتحوط منه وتحاول أن تبعد الناس عنه ولكنه كان ذا شخصيه قويه ومحبوبة وكان فيه من الصفات القيادية مما جعل الحكومة تسعى لمحاربته بالدهاء والكياسة ولكنه كان حسن السياسة بدرجة أذهلت المستعمرين فحاروا في أمره أعلن عبد القادر أن هذه الأمة ينبغي الأمة أن تحكم حكماً إسلامياً وأن تكون الشريعة الإسلامية هي الفيصل بين الناس وأن القانون الوضعي الذي وضعه المستعمرون يجب أن ينتهي وفي هذا دلالة واضحة على انه كان يعارض المستعمرين جهاراً نهاراً كما انه عارض ظاهرة الرق التى كانت منتشره في ذلك الوقت حيث لا يخلو بيت من بيوت المنطقة من عدد من الرقيق والإماء . ومن آرائة الجريئة التي أعلنها أيضا هو أن يأخذ أي إنسان من الأراضي الزراعية بقدر ما يستطيع زراعته ويمكنه من العيش الطيب فكان يعارض اقتطاع وامتلاك واستحواذ الأراضي الزراعية الشاسعة التي تبلغ مئات الآلاف من الأفدنة وتسخير الرقيق للعمل فيها وقد جرت عيه آراؤه الصريحة هذه بعض العداء ولكنه لم يأبه لشئ في سبيل ما يراه حقاً .
بدايات الثورة

هب عدد كبير من أبناء المنطقة ممن لازالوا على عهدهم حباً في المهدى وثورته والتفوا حول عبدالقادر بالرواكيب الواقعة أمام المحيريبه وقرب قرية ود شنينه لحضور حلقاته وقراءة الراتب وأقام أتباعه عدداً من الرواكيب الجديدة وقد بلغ الناظر العمدة عبد الله مساعد– وجدته بدار الوثائق المركزية – الحكومة بهذا وعلم أنصار عبد القادر بهذا يوم 25/4/1908م وهذا شي اقتضته الضرورة وأملته عليه المسئولية والرسميات وكان من رأيه أن حركة مثل هذه ستجلب لهم عداء الحكومة وغضبها وتؤدي لتخلف المنطقة وحظر الخدمات عنها . وعلمت أن بعض الوشاة من ذوي الحاجات كانوا يذهبون للمركز بالمسلمية ويسرون للحكام بأسرار وأخبار خاطئة ليثيروا غضب الحكام على عبدالقادر وقد ذم عبدالقادر هؤلاء الوشاه بقصيدة يقول في مطلعها يامواد الكفر أسود منهقل ماك عارف الغرور منها بيتنقل كيف تواصل اعداك يا الدنى الرزل بعد ده كيف تظن عملك ينقبل ظن الإنجليز أن عبد القادر يثور ويثير الناس من ورائه حباً في جاه أو سلطة وظنوا أنه ربما ثار بسبب انتقال نظارة الخط من آل حبوبه لآل مساعد .ولكن عبدالقادر سخر منهم وأكد أنه لا يرغب في مال أو جاه وأن ثورته هي امتداد طبيعي للثورة المهدية وكانت الحكومةترسل كل فتره وأخرى نفراً من أتباعها ليتجسسوا على عبد القادر وليثنوه عن عزمه وظن عبد القادر أن المستعمرين يضمرون له الشر وربما غدروه في أي وقت فرحل في نفر من اصحابه من الرواكيب الواقعة أمام المحيريبه والتي أعلن فيها حركته قرب (التقر ) . وكان بقية أنصاره من قرية المحيريبه والقرى المجاورة لها يأتونه صباحاً ويرجعون منه مساءاً. وفي التقر قر رأيه وحلف صادقاً أن يقتل أي مستعمر يأتيه فيها تحدياً لهم وتشجيعاً للسودانيين على الثورة وليكن هو و بعض رفاقه الضحية. ولم يقم أنصار عبد القادر بإثنائه عن عزمه. وقد أرسل المأمور عدة خطابات لعبد القادر وأتباعه بالتقر يعطيهم فيها الأمان وقد طلب منه في أحد خطاباته أن يلاقيه وبصحبته شخص آخر إن أراد في منتصف الطريق بين قريتي التقر وود شنينه ليتفاوض معه بشرط ألا يكون مسلحاً هو ومن يصحبه إذا صحب معه أحد ولكن عبد القادر رفض هذا الطلب وقد رد على المأمور بخطابين رقيقين وقد حاول المأمور الذهاب لعبد القادر والتفاوض معه ولكن عبدالله مساعد طلب منه التريث لئلا يهلك نفسه علم عبدالقادر من مصدر ما أنه سيأتيه بعد أيام قليلة مفتش إنجليزي برفقة المأمور المصري محمد شريف وغرضهم الأساسي كتابة أسماء أنصار عبد القادر وتحديد قوتهم بالضبط والقضاء عليهم نهائياً علم عبدالقادر بهذه الأخبار التي لم تثبت صحتها وأتفق مع أصحابه كما يقول الرواة على التواجد داخل البيوت وعدم الخروج منها إطلاقاً لئلا يشعر المفتش والمأمور أن الأمور غير طبيعية وأتفق مع بعض أنصاره على الانتظار في فناء المنزل الذي سينزل فيه المفتش والمأمور واتفقوا على علامة معينه يبدأون بها قتلهم وانتشر خبر عزم عبد القادر وأصحابه على قتل من سيأتيهم من المستعمرين إثر الشائعات التي أتته فاجتمع على إثر ذلك حوالي مئتي رجل من العقلاء بالمنطقة بقرية ود شنينه في صباح يوم الأربعاء 29/4/1908 بحضور المأمور محمد شريف الذي أرسل حاج الأمين احمد شنينه وإمام بابكر زوجي أختي عبد القادر – أنسابه – برسالتين واحده لعبد القادر شخصياً والأخرى لأتباعه . وقبل أن يأتي الوسطاء كان المفتش الإنجليزي قد جاء راكباً جمله غاضباً ثائراً لأنه علم بأن بمنطقه الحلاوين فوضى على حد تعبيره فجاء لتوه هائجاً يتبعه حارسان يركبان على جملين وكان المفتش يرى أن اجتماعا كهذا للتوسط لرجل من عامة الشعب فيه مذله ومهانة للحكم القائم وكان المفتش يرمي من وراء ذلك أن يثبت لرؤسائه أنه إداري قوى وأنه استطاع أن يحسم هذه الحركة في ساعات. ونادى المفتش الإنجليزي المأمور محمد شريف بغضب وشتمه وسبه بلغة عربية دارجة ركيكة وطلب منه أن يتجه معه فوراً للتقر، وبعد أن اجتمع به على إنفراد في غرفه لفترة من الزمن طلب منه أن يصحب معه حارسين من الهجانه وقد حاول البعض أن يثنيه عن رأيه وخافوا عليه عاقبه تصرفه ولكنه رفض وتوجه فوراً إلى التقر وعند وصول المفتش والمأمور للتقر (التي تبعد بضع كيلومترات من ود شنينه ) خرج عليهما حاج الأمين احمد شنينه وحاول إيقافهما ولكنهما رفضا الإذعان وواصلا سيرهما حتى بلغا مدخل الحوش وسألا عن عبدالباقى الذي أتاهما فوراً وأدخلهما على عبد القادر الذي أجلسهما على عنقريبين في فناء المنزل
مقتل المفتش والمأمور

داخل الحوش كان المفتش صامتاً إما غاضباً أو لعدم إلمامه التام باللغة العربيه فأخذ المأمور المصري محمد شريف يتحدث بالانابه عنه موجهاً حديثه لعبدالقادر وكان في البداية يخاطبه بلين شديد قائلاً له انه سيحقق له أي مطالب شخصيه يريدها وكان عبدالقادر يرد عليه بقسوه ويخاطبه قائلاً له يا الرخيس ات كضيضيب ساهي ظلمتي كتير وعارفك بتخدع في وغايتو بعد ده أنا زهدت في أي حاجة وكفاية العرايض الرفعتها ليك يالرخيس ) ولم يتمالك المأمور نفسه وقال لعبدالقادر ( انت لا تساوي شئ ويمكننا القضاء عليك بعدة طلقات إذا أردنا ذلك). لم أجد هذا الحديث بالوثائق ولكنه حديث متداول في المنطقة ومنقول من الرواة. فهجم عليه عبدالقادر وطعنه طعنه شديدة صرخ علي إثرها المأمور صرخة شديدة أخرجت ملازمي عبد القادر من مكانهم وفي تلك اللحظات انقض مضوى على المفتش الإنجليزي وضربه ضربة قاتله . . وتجدر الاشارة إلى أنني لم أجد تحديداً قاطعاً لأسماء اللذين قتلوا المفتش والمأمور وكل هذا مبين بالنص الكامل للمحاكمات : وهكذا قتل المفتش والمأمور شر قتله وتركت جثتيهما في العراء لجوارح الطير والصقور وهرب الحراس لا يلوون على شئ إلى ود شنينه حيث اجتمع شيوخ المنطقة فابلغوهم بما حدث فتفرق المجتمعين كل إلى قريته بعد أن أيقنوا بأن التوسط بين عبدالقادر والحكومة بات عديم الجدوى وثارت ثائرة المستعمرين وعزموا على إبادة كل الثوار والقضاء عليهم قضاءاً مبرماً . فأرسلوا أورطة اسمها أورطه 13 من مدني بقيادة مكوين بك وأحمد إبراهيم زاده . حل بالأورطة الليل بكتفيه بعد مسيرة يومين أو ثلاثة فأكثر فآثروا المبيت بها ومهاجمة الأنصار صباحاً
معركة كتفيه

رأى الأنصار أن هذه فرصة سانحة لينقضوا على الأورطة ليلاً ويذبحوا أفرادها وهم نيام فهجم الأنصار على الأورطة فبدأو بذبح الهجانه الذين كانوا ينامون يمين الأورطة فقتلوا منهم عدداً كبيراً ولسوء حظ الأنصار أن عيسى محمد إمام حبوب أخو عبد القادر تحمس وهو يصيح في قمة النشوة قائلاً ( الدين منصور ) فاستيقظ مكوين بك على إثر سماعه لهذه الصيحات ولما رأى ما حل بأورطته فكر في إطلاق النار من مدفعه على من أمامه سواء أكانوا من زملائه أو من الثوار وقد حصد المدفع أرواحاً كثيرة من الجانبين وأخيراً انجلى الموقف بتراجع الثوار . وتقول رواية أخرى إن الشخص الذي أطلق الصيحات هو حسين السائح إبراهيم من قرية الشاوراب بريفي المحيريبه وكانت صيحاته هي سبب نكسة الأنصار الجزئية في تلك الليلة . وذكر أن عدد القتلى من الأنصار واحد وثلاثين رجلاً وعدد القتلى من الأورطة غير قليل إلا أن عددهم لم يعلن على الملأ . وقد بات عبدالقادار ليلته تلك بقرية ود البصير وقد جاء لينظم أنصاره. وطلب ونجت باشا حاكم عام السودان من عبدالقادر تسليم نفسه للحكومة حقناً لدماء الأبرياء. وفي الصباح توجه عبد القادر إلى مركز الكاملين لئلا يلفت الأنظار إليه وسار على حماره إلى أن وصل إلى قرى الدبيبات والواقعة حالياً في مجلس ريفي المعليق وأراد عبدالقادر أن يأخذ قسطاً من الراحة فمر به عدد من الرقيق والرعاه فعرفه أحدهم واتجه نحوه دون أن يخبر بقية الرعاه لأنه أراد الفوز منفرداً بالجائزة القيمة التي أعلنتها الحكومة لمن يقبض على عبدالقادر ود حبوبه. فأخذ الراعي سيف عبدالقادر خلسة وأيقظه من نومه طالباً منه أن يسير أمامه متجهاً لمركز الكاملين فغافلة عبدالقادر وأجهز عليه بسكين كان يخفيها في ملابسه وضربه بها ضربه أردته قتيلاً وكان الراعي لغفلته يسير أمام عبدالقادر لا خلفه . فلما رأى بقية الرعاه الذين كانوا على مقربة منهما هذا المنظر فروا هاربين لقراهم.فخرجت مجموعه كبيرة من الدباسين وأحاطوا بعبد القادر واستطاعوا القبض عليه بعد لأى ومجهود شديدين وسلموه لمركز الكاملين .والأمانة التاريخية تقتضى أن أقول أن الدباسين لم يفعلوا ذلك عداءً للحلاوين وإنما أرادوا بذلك حقن الدماء بالمنطقة
محاكمة عبدالقادر ود حبوبة

كانت المحكمة برئاسة القاضي وازي إسترى القاضي من الدرجة الأولى واليوزباشي حسين رفعت و صادق الحاكم العام على أحكامها وكان أتباع عبد القادر ودحبوبة وكل المشتركين معهم قد حوكموا بموجب المادة 93 من قانون عقوبات السودان والتى تنص على معاقبة كل من حارب حكومة السودان أو الخديوية المصرية أو شرع في محاربتها أو حرض على محاربتها بالإعدام مع التجريد من جميع الأموال. فكان الحكم على بعض أتباع عبد القادر كالأتي

أحمد ود ركابي: الحكم عليه شنقاً حتى الموت.
مضوي محمد إمام حبوب: الحكم عليه شنقاً حتى الموت

وقد نفذ فيهما حكم الإعدام بمدني مع مصادرة أموالهما . كما صدرت أحكام بالإعدام على عدد من أتباع عبد القادر ثم عدلت من الإعدام شنقاً إلى التأبيد ولم أجد هذا بالوثائق ولكنني تأكدت من صحته باستفسار عدد كبير من ذوي المحكوم عليهم وعلمت أيضاً أن الحكومة أفرجت عنهم بعد أن توسط السيد عبدالرحمن المهدي بينهم وبين الحاكم العام بعد أن قضوا بالسجون مدداً تتراوح بين العشر سنوات والإثنتى عشر سنه ( تجد الأسماء بصفحة 101- 102 بالكتاب ) أما الثائر عبدا لقادر ود حبوبة فقد جرت محاكمته في الكاملين يوم 7 مايو 1908 أمام قاضى محكمة المديرية المستر بيكوك القاضي المدني. فأثبتت عليه المحكمة جريمة قتل مستر منكريف اسكوت المفتش الإنجليزي برئاسة مديرية النيل الازرق واليوزباشي ( المهدي ) محمد شريف مأمور المسلمية وجريمة فتنة وإثارة الحرب على حكومة السودان ، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام ومصادرة أملاكه . وقد نفذ فيه حكم الإعدام صباح الأحد الموافق 17 مايو1908 بسوق حلة مصطفى حيث كان يقام سوق الحلاوين في ذلك الوقت وفي اليوم المحدد لشنق عبد القادر جاء به المستعمرون مكبلاً بالحديد وقبل أن يشنق ودع أهله في قوة ورجولة وهو يبتسم وشجعهم على الجهاد والعمل للقضاء على المستعمرين وصعد للمشنقه وهو يكبر في شجاعة نادرة و النساء من حوله يزغردن لشجاعته وقد هز المشهد المستعمرين هزاً عنيفاً فأدركوا أنهم يحكمون شعباً صعب المراس وقد دفن الجثمان الطاهر للبطل ود حبوبة بالقرب من قرية الحلاوين – مصطفى قرشي . ولقد هز هذا المشهد من حضوره رجالاً ونساءاً فأنشأت رقية أخته هذه المناحة .

أمام مشهد الموت ولحظة الشنق صبيحة يوم الأحد 17 مايو 1908 بسوق حلة مصطفي وهو سوق الحلاوين انذاك في رثاء شقيقها المجاهد البطل عبد القادر ود حبوبة قائد الثورة الأولي في شمال السودان بعد سقوط الدولة المهدية في يد المستعمر ( جاء به المستعمرون مكبلا بالحديد وقبل أن يشنق ودع أهله في رجولة وثبات وهو يبتسم وشجعهم علي العمل للقضاء علي المستعمر مهما كان الثمن غاليا ثم صعد المشنقة وهو يكبر في شجاعة ومن حوله النساء يزغردن لشجاعته وفروسيته وقد هز هذا المشهد المستعمرين هزا عنيفا لأنهم لم يروا شجاعة كهذه. وأدركوا إنهم يحكمون شعبا قويا صعب المراس وقد سجل التاريخ هذا المشهد بمداد من نور للمناضل البطل ود حبوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البطل عبدالقادر ود حبوبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الزورات الحبيبة :: منتديات الاسرة والمجتمع :: شخصيات بارزة-
انتقل الى: